مراحل أهوال يوم القيامة

باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مظل له ومن يظلل فلا هادي له
اما بعد:
اخي العزيز اختي العزيزة عش ما شئت فانك ميت, و احبب من شئت فانك مفارقه,و اعمل ما شئت فانك ملاقيه, يغلقون عليك القبر بالتراب,و يودعك الاهل و الاحباب و الاصحاب,و تواجه في القبر لوحدك السؤال و الحساب,فاين الدنيا? و اين المال? اين الولد? اين المنصب?اين الجاه? اين الرصيد? لا شيء ليس معك الا العمل,وياتيك منكر و نكيرملكاالسؤال ليسالانك و يشددان في السؤال,و الى هنا لا تزال القضية صعبة ,لان الملائكة الذين في القبر منكر ونكير لا يدرون ماذاعنك?و هل انت مؤمن ام فاجر? لايدرون ,ولهذا يوجهون لك السؤال بقوة وبعنف:من ربك?ولهذا جاءفي الحديث قال (ملكان ازرقان ينتهرانه) ولكن الله يثبت المؤمن اسال الله ان يجعلني و اياكم من المؤمنين,و ان يثبتنا و اياكم في الدنيا و الاخرة يقول جل في علاه(يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الدنيا و في الاخرة ويضل الله الظالمين و يفعل الله ما يشاء)ابراهيم/27 ولولا تثبيت الله,و الله لو ان عندك كل معلومات الدنيا فانها تضيع في تلك اللحظات, لماذا? لانها لحظات حرجة,القبر و شدته و اللحد و ظلمته و الملائكة ونهرتها,و انت ما معك احد, وعرفت انه ليس هناك دنيا, ليس معك احد تضيع المعلومات من راسك,ولكن الله يثبت المؤمن,فينهرانك ويشددان عليك في السؤال,فهل ياترى تجيب ام تتلعثم و يغلق عليك الجواب?و بعده الدود يمزق الافكان,و ياكل اللحم وينخر العظام ولويفتح على الميت في ثالث يوم,الله اكبر,منظر عجيب ينتفخ البطن وتسري الهوام والديدان وتنبعث الروائح ويصبح للانسان منظر لا يتصوره العقل,فاين لذاتك?اين فراشك?اين شهواتك?اين ملابسك التي لصيفك و شتائك?اين بخورك وعطرك?لا اله الا الله ها أنت تخرج من قبرك يوم القيامة عاريا كما ولدتك أمك كما قال الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه(يحشرالناس يوم القيامة عراةحفاة عزلاغير مختونين ,قالت عائشة:يا رسول الله!الرجال والنساء?يعني سواء الرجال و النساء ليس هناك ملابس.وأسوتاه,قال:الناس قد شغلهم أمر غير ذالك)لا احد يلتفت لأحد. الناس شاخصةابصاهم إلى السماء.تخرج عاريالتعرض على اول محطة من محطات الحساب وهي الميزان. ثم هل يثقل ميزانك ام تطيش و الموازين تثقل بالحسنات وتطيش بالسيئات,طارت صحائف الأعمال وجئت في الموقف الثاني وهو أخذ الكتب فآخذ باليمين وآخذ بالشمال(فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا و ينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعواثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في أهله مسورا)الأنشقاق/7-13( إنه ظن أن لن يحور)الانشقاق/14أي ظن أن لن يموت ورجع إلى الله.آخذ باليمين وآخذ بالشمال.فاسأل نفسك يا اخي و اسألي نفسك يا أخيتي:ماذا تتوقع هل تأخذ كتابك بيمينك ام بشمالك,هل أنت تمشي في اليمين الأن ام تمشي باليسار,هل أنت تعكس السير الى الله,ام تمشي مع الكون كله إلى الله?أنت تعرف.هذه العين لها مسار إلى اليمين وهو النظر في ملكوت الله,والنظر في كتاب الله،والنظر في مصالحك،وفيه مسار واتجاه عكسي وهو النظر فيما حرم الله.هذه الأذن لهامسار صحيح وهو سماع القرآن والذكر والعمل الصالح،ولها مسار غلط وهو سماع الغناء والغيبة والنميمة،هذا اللسان له مسارصحيح وهو ذكر الله وتلاوة القرآن والدعوة إلى الله،وله مسارغلط وهوالغيبة والنميمة واللعن والزور والفجور...وهكذا،فهل تتوقع أن تأخذ كتابك بيمينك وأنت تمشي في اليسار?!لا يمكن المغالطة،لأن الله لا يغالط.وتاتي المحطة الثالثة:أدق من الشعرة،أحد من السيف،اروغ من الثعلب،والجنة هناك والنار تحته،ولايوجد طريق الا من على ظهره،ياترى هل تتجاوز أم تسقط?وعلى أي شيء تتجاوز?ماهي وسيلة العبور?طائرة...سيارة...قدم...?لا انها وسيلةواحدة وهي العمل،إذا كان عندك عمل تعبر،وان لم يوجد تسقط،والناس يتجاوزون الصراط بناء على أعمالهم ويتفاوتون في السرعةبتفاوت مراتبهم،حتى قالعليه الصلاة والسلاممنكم من يمر كلمح البصر،ومنكم من يمركالبرق،ومنكم من يمر كأجواد الخيل،ومنكم من يمر كأجواد الركاب ومنكم من يمر كأشد الرجل أي الرجل المسرع ومنكم من يمشي خطوة ويعثر بالثانية،ومنكم من يضع قدمه على الصراط والثانية في النار)ما يمشي خطوة واحدة على الصراط،لأنه ما مشى خطوة واحدة في طريق الله،والذي يمشي في طريق الطاعة وفي طريق الله يمشي بسرعة هناك.
حتما وحقا وصدقا ستواجه هذه الأهوال،وستقف بين يدي الله،وستسأل عن أعمالك صغيرها وكبيرها،دقيقها وجليلها،فهل احضرت للسؤال جواب?(فوربك انسألهم أجمعين)الحجر/92(وقفوهم انهم مسؤولون ما لكم لا تناصرون)الصافات/24-25ا
ختكم و محبتكم في الله ريم