احمد ابراهيم
عدد الرسائل : 1 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 20/12/2008
| موضوع: معنى الشهادتين في مخطط بسيط ( يا قوم: التوحيد أولا ) الإثنين ديسمبر 22, 2008 6:40 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي وسلم على محمد الأمين والتابعين له بإحسان إلى يوم الدين، السلام عليكم وبعد:نود من خلال هذا الموضوع أن نتعرض لأهم قضية في دين الإسلام ألا وهي التوحيد، فنحاول إن شاء الله تعالى شرح معنى الشهادتين بكيفية بسيطة من خلال مخطط يسهل على القارئ إستوعابه وفهمه بعون الله، فالإسلام دعوة لكل البشر وعلينا إيصاله بالطريقة التي يفهمها العالم والعامي على حد سواء، ولا شك أن الدعوة لتوحيد الله بالعبادة هو الجامع المشترك بين كل المسلمين فهي دعوة للإجتماع حول كلمة سواء بيننا وبينهم، فهي دعوة عالمية، ولذلك بقول سبحانه: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا). قال تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسك بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 256]، هذا هو معنى لا إله إلا الله، أي:(لا إله) كفر بالطاغوت وهو أي معبود من دون الله كالأصنام أو القبور التي تدعى من دون الله أو المشرعين مندون الله الذين يتخذون شرعا وضعيا مخالفا لما في القرآن الكريم...وحتى يكفر المرء بكل معبود من دون الله يجب أن يحقق أربعة شروطبسيطة وبديهية وهي:
1- أن يعتقد أن تلك العبادة التي تقدم لغير الله باطلةوغير صحيحة وهي كفر بالله وخروج عن دينه.2-أن يبغض أو يكره تلك العبادة.3- وأن يتركها، أي لا يذهب مثلا لدعاء القبر (يترك تلك الطقوس التي تقدم أمام القبرويترك دعاءها والإستغاثة بها والذبح لها في مواسم معينة كما كان يفعل أهل الجاهلية مع أصنامهم ...)، ويترك التشريع بخلاف ما شرع الله في كتابهالعزيز، ويتجنب الإحتكام لشرعهم في كل المجالات ولا يؤمن به ويعتقد أنه كفر، وغير ذلك منالشرك الأكبر. 4- أن يعتقد في كفر هؤلاء المشركين الذين عبدوا مع الله آلهةأخرى، سواء كانوا يعلمون أن فعلهم يخالف التوحيد أي يعرضون عن اتباع الحق، أويجهلون أن فعلهم يخالف التوحيد مثل الذين جهلوا التوحيد قبل البعثة النبوية فلا ينفعهم حجهم البيت ولا تمسكهم بفروع الدين.. كذلك الذي يدعو القبر لا يقبل الله منه أعماله لأنه أشركبه، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْركَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، ويقولتعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فواجب المسلم أن يزن بميزان الإسلام ليعرف المسلم من الكافر كما أمر الله جل وعلا: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ)، فالذين عبدوا غير الله دون علم منهم لم يطبقوا التوحيد ولم يعرفوه، فهل نسميهم مسلمين لأنهم لا يعرفون أو لأنهم جهال لا يعرفون دين الله ! لا يشك عاقل أن هذا ليس من دين الله ولا يوافق المنطق السليم، فالواجب أن نحكم على هؤلاء كما حكم الله عليهم، أما قضية العذاب في الآخرة فعلمها عند الله ولا نتدخل فيها، ونحن نعلم أن الله ليس بظلاّم للعبيد، فإذا حكمنا على فلان بأنه مشرك فلا يعني أنه في النار بالضرورة بل إن الله أمرنا أن نحكم على ظاهر الناس إما بالإسلام أو الكفر حتى يتبين الحق من الباطل وتزول الفتنة ويتضح دين الله للناس.(إلا الله) إيمان بالله، وهذا الجزء من الشهادة يعني إثبات كل ما نفي من قبل وتقديمه لله فقط لا لغيره، وهو ما يعني طبعا الإيمان بربوبيته وإفراده بالعبادة قولا وإعتقادا وعملا، ولاحظ هنا هدانا الله وإياك أن هناك ثلاثة شروط متكاملة لإفراد الله بالعبادة (قول واعتقاد وعمل) فترك أي منها هو ترك لإفراد الله بالعبادة، فهناك اليوم من يشرك بالله ولا يُعتبر مشركا حتى يستحل شركه أولا، وهذا ليس من الإسلام في شيء، لأن الكفر يمكن أن يكون كعمل فقط أو قول فقط، فمن سب الله أو شرّع بخلاف شرع الله أو دعا قبرا لا داعي ليستحل كفره حتى يخرج من الإسلام بل إن استحلال الشرك هو زيادة في الكفر وليس هو السبب الرئيس، فهذا الذي يشرك بالله وهو يجهل أنه فعله يخرجه من الدين حكمه في الإسلام أنه مشرك ويعامل كذلك في الدنيا أما في الآخرة فحكمه إلى الله، فلا يعذب مباشرة لأنه جاهل بالدين حسب ما جاء في الحديث والله أعلم، كما فعل العرب في الجاهلية عندما غيروا الأشهر الحرم، فلما شرعوا بعد تشريع الله كفروا لكن فعلتهم هذه كانت زيادة في الكفر وليس السبب الأول، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماًوَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْمَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِيالْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)، وكذلك من دعا اللات والعزى وهو لا يعلم أن ذلك يناقض دين الحق فهذا مشرك جاهل في الدنيا أما في الآخرة فالله أعلم بحاله فلا يجوز الحكم تعيينا على أي إنسان في الآخرة إلا من ورد خبرهم في القرآن الكريم... وكل هذه الأمور بديهية تعرف بالعقل ودين الله بسيط لا تعقيد فيه لمن ابتغى الحق.
الكثير من الناس في هذه الأمة يظنون بأن أمرالتوحيد مفروغ منه، لكن إذا نزلنا إلى الواقع وجدنا أن في حياتهم أعمالا ومعتقدات تناقض هذا المبدأ (توحيد الله بالعبادة) ومن ذلك عبادة القبور التي انتشرت طيلةقرون في وسط الأمة، قال تعالى: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فالله سماه إلها، لكن هلاعتقدنا في الواقع أن من دعوا غير الله في الحقيقة كانوا يعبدون آلهة أخرى وأنهمبذلك قد ناقضوا أصل هذا الدين ولم يحققوا كلامه تعالى في الآية: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) ؟وكذلك التشريع من دون الله، قوانين ونظم ومبادئ تناقض مبدأ الإسلام، كالإيمان بالديمقراطية والعلمانية التي من مبادئها إعطاء حقالتشريع لغير الله، والله تعالى يقول: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ)،فالواجب التحذير من نواقض الإسلام كلها وما عرف هذا الدين من لم يعرف مايناقضه.أما شهادة أن محمدا رسول الله فهي الإيمان برسالته -صلى الله عليه وسلم- وهذايقتضي أمرين بسيطين:1- الإيمان بكل ما ذكر من معنى لا إله إلا الله لأن رسالته -صلى الله عليه وسلم- تدعو أساسا للتوحيد. 2- الإيمان بما جاء من عقائد غيبية وأحكام شرعية مثل أحكام الحدود وبقية العبادات والشعائر إجمالا وعلى الغيب، ولا ينكر منها شيئا حتى وإن جهل الكثير من تفاصيلها، فالمسلم يمكن أن يجهل تفاصيل دينه لعدة أسباب لكن وكحد أدىالواجب عليه الإيمان بها إجمالا وعلى الغيب قبل معرفتها، أي يقول: إني آمنت بكل ما أنزل من ربي سواء ما وصلني أو ما خفي علي من أحكام شرعية، أما أمور الشرك والكفرفكما سبق من واجب المرء معرفتها قبل دخول الإسلام حتى يحقق لا إله إلا الله.لتحميل المخطط اضغط هناومن دون فهم صحيح وتطبيق سليم لملة إبراهيم الحنيفية على ضوء ما تعلمناه من كلام الله وسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وكيف طبقه مع الصحابة لن نخطوا خطوة إلى الأمام وسنبقى نلف وندور في حلقة مفرغة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- أحدث فصلا حقيقيا بين أهل التوحيد وأهل الشرك وكان عمليا مع من يدعوهم ولم يكتفي بالكلام، بل واجه قومه وأهل الكتاب وبين لهم أساس دين الأنبياء وبرّأهم من أفعال من المشركين، لأن كل قوم يدعون اتباع ملة نبيهم، فقطع -صلى الله عليه وسلم- هذا الإدعاء الباطلة والذي أتى من جهلهم بالتوحيد، كل هذا بالتي هي أحسن لأانه يتعامل مع أناس قال الله فيهم: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)، فنسأل الله ألا نكون من المقلدين أو الجاهلين في هذا الأمر مثلأهل الكتاب الذين حذرنا الله من اتباعهم بتقليد الرجال في التوحيد وما دونه إنأحسنوا أحسنا وإن أخطؤوا اتبعناهم...فالتوحيد هو العامل المشترك بين كل مسلم في أيزمان، يقول جل وعلا: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) ويقول سبحانه: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).وفي الأخير أرجو من كل إنسان قرأ هذا الموضوع أن يهتم بالقضية أولا ثم يساهم في نشر المخطط البسيط (الصورة) وهو يشرح معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله خاصة في هذا الزمان الذي ابتلينا فيه بأعز شيء وهوالتوحيد، حين ظهرت مفاهيم سقيمة وأنظم تخالف هذا المبدأ ولا حول ولا قوة إلا بالله، والناس بين مقلد ومتبع وجاهل لهذا المبدأ العظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وهو الموفق والسلام على من اتبع الهدى.http://tawhid.maktoobblog.com/ | |
|